يبدو ريال مدريد الاسباني واثقا من الاستفادة من دعم جماهيره لقلب تأخره ذهابا امام بايرن ميونيخ الالماني 2-1، عندما يستضيف الاخير على ملعب "سانتياغو برنابيو" في اياب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم اليوم الاربعاء. وسيسافر الفريق البافاري الى العاصمة الاسبانية مع افضلية هدف واحد بعد تغلبه على ريال الثلاثاء الماضي على ملعب "اليانز ارينا"، اذ يدين بهذه الافضلية الى المهاجم الدولي ماريو غوميز الذي سجل هدف الفوز في الدقيقة الاخيرة من اللقاء، وذلك بعد ان افتتح زميله الفرنسي فرانك ريبيري التسجيل في الدقيقة 17 قبل ان يدرك الالماني مسعود اوزيل التعادل في الدقيقة 53، لتتواصل عقدة ريال في ملعب بايرن حيث لم يسبق له ان خرج فائزا على الاخير الذي تغلب على النادي الملكي 10 مرات وتعادل معه مرة واحدة سابقا في ميونيخ. وسيكون الفوز بنتيجة 1-صفر كافيا لريال من اجل بلوغ النهائي للمرة الثالثة عشرة في تاريخه المتوج بتسعة القاب حتى الان، اخرها يعود الى 2002. ويسعى ريال الى تحقيق الثأر من بايرن الذي كان تفوق على النادي الملكي في اخر مواجهة بينهما في الدور الثاني لنسخة موسم 2006-2007 حين فاز الاول ذهابا على ارضه 3-2 قبل ان يخسر ايابا في ميونيخ 1-2، فتأهل بايرن بسبب افضلية الاهداف التي سجلها في "سانتياغو برنابيو". وتواجه الفريقان في 9 مناسبات سابقة وجميعها في الادوار الاقصائية، بينها اربع في نصف النهائي بالذات (3 انتصارات لبايرن مقابل واحد فقط لريال)، اخرها خلال موسم 2000-2001 حين فاز بايرن ذهابا وايابا 1-صفر و2-1 في طريقه الى لقبه الرابع والاخير في المسابقة. ويتفوق بايرن من حيث المباريات حيث فاز في 11 لقاء مقابل 6 لريال وتعادلين، علما بان طريق النادي الملكي الى لقبه التاسع والاخير في المسابقة عام 2002 مر عبر منافسه الالماني بعد ان تخطاه في ربع النهائي (1-2 ذهابا في ميونيخ و2-صفر ايابا). ويأمل بايرن ان يؤكد تفوقه الاحصائي على ريال مدريد من اجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في ثلاثة اعوام والتاسعة في تاريخه، خصوصا انه سيكون على ملعبه "اليانز ارينا" في 19 مايو المقبل. وهذه ليست المرة الاولى التي تستضيف فيها ميونيخ المباراة النهائية اذ سبق لها ان احتضنها ثلاث مرات سابقا في الملعب السابق لبايرن وجاره ميونيخ 1860 "اولمبياشتاديون" اعوام 1979 (فاز نوتنغهام فورست الانكليزي على مالمو السويدي 1-صفر) و1993 (فاز مرسيليا الفرنسي على ميلان الايطالي 1-صفر) و1997 (فاز دورتموند الالماني على يوفنتوس الايطالي 3-1). وتحدث الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو عن اهمية مشجعي الفريق الابيض، وذلك بعد ان قطع ريال شوطا كبيرا نحو احراز لقب الدوري الاسباني بفوزه المعنوي الكبير على ارض غريمه الازلي برشلونة 2-1 السبت الماضي: "امل ان يسجل برنابيو الهدف الاول. يجب ان يكون الجمهور جاهزا من الدقيقة الاولى التي ندخل فيها ارض الملعب لاننا نشعر بتأثيره. انها مباراة كبرى، واذا حصلنا على دعم الجمهور سنلعب بثقة كبيرة". وتابع متصدر ترتيب هدافي الدوري الاسباني مع 42 هدفا: "ادركنا من المباراة الاولى ان بايرن سيطبق الهجمات المرتدة، وسيحترموننا كثيرا على ملعبنا". وفي الطرف المقابل، لم تكن الاراء مختلفة كثيرا، اذ توقع رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينتس رومينيغيه ان تكون المباراة بمثابة رحلة الى "الجحيم". وتحدث رومينيغيه الذي اختبر شعور الفوز بهذه الكأس عام 1976 (فاز بايرن على سانت اتيان الفرنسي 1-صفر في النهائي)، عن هذه المباراة، قائلا "نحن نحترم ريال كثيرا لكننا لا نخشاهم حتى وان كنا نتوقع الجحيم في ملعب برنابيو"، مضيفا "الهدف الذي سجلناه في الدقيقة الاخيرة منحنا فرصة ضئيلة (لبلوغ النهائي)، لكن الوضع سيكون صعبا للغاية". ورأى رومينيغيه ان على بايرن عدم الاكتفاء بالدفاع وحسب بل يجب ان يسعى جاهدا من اجل تسجيل هدف مبكر، مضيفا "يجب ان نحاول زعزعة دفاعهم من اجل تسجيل هدف. التراجع والدفاع لن يحققا اي شيء ضد فريق يتمتع بهجوم قوي من هذا النوع". وعن النهائي المقرر في ميونيخ، تابع رومينيغيه: "من المؤكد ان حلمنا الاكبر هو خوض النهائي على ارضنا. سنقدم كل ما لدينا من اجل تحويل الحلم الى حقيقة. سيكون امرا رائعا، تاريخيا لانه لم ينجح اي فريق سابقا في خوض المباراة النهائية على ارضه". ولم يسبق لاي فريق ان توج بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا التي انطلقت موسم 1992-1993، على ارضه لكن انتر ميلان الايطالي كان اخر فريق يتوج بين جماهيره عندما فاز بلقب كأس الاندية البطلة عام 1965 على ملعبه "سان سيرو" بفوزه في النهائي على بنفيكا البرتغالي 1-صفر. ويخوض بايرن المباراة بعد عجزه مرة جديدة عن استعادة لقب الدوري المحلي في مواجهة بوروسيا دورتموند، وكان مدربه يوب هاينكيس، الذي قاد ريال مدريد الى لقبه الاوروبي السابع في موسم 1997-1998 على حساب يوفنتوس الايطالي لاول مرة بعد 32 عاما، قادرا على اجراء ثمانية تبديلات في التشكيلة التي فازت على فيردر بريمن 2-1 السبت الماضي. وقال هاينكيس الذي اشرف في اسبانيا على اتلتيك بلباو وتينيرفي: "اللعب كل ثلاثة او اربعة ايام ليس سهلا، لذا قمت بتغيير التشكيلة. انا راض عن سلوكنا وتصميمنا. كنا نستحق الفوز وسيرفع ذلك من معنوياتنا. كنا دوما قادرين على التسجيل خارج ارضنا، لذا انا متفائل". ولم يعلق النادي الالماني على الشجار المفترض بين نجمي الفريق الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي ارين روبن، خلال مباراة الذهاب، بعدما تردد ان خلافا وقع بين اللاعبين عندما ظهر روبن وهو يطلب من ريبيري افساح المجال لطوني كروس كي يسدد الاخير ضربة حرة على مرمى الفريق الاسباني في الوقت الضائع من الشوط الاول. وتصاعدت حدة التوتر، اذ اشارت صحيفة "بيلد" الالمانية ان ريبيري وروبن تلاسنا بين الشوطين قبل ان يلكم الاول الدولي الهولندي على وجهه، ثم ظهرت كدمة كبيرة تحت عين الاخير. وقال ماركوس هورفيك المسؤول الاعلامي في بايرن: "ما يحصل في غرف الملابس يبقى في غرف الملابس. لن نضيف اي تعليق". واضافت الصحيفة ان لقاء تصفية قلوب قد حصل الاربعاء اعتذر خلاله ريبيري وقبل دفع غرامة نتيجة تصرفاته. وستتجه الانظار الى التشكيلة التي سيعتمدها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال بعد اصراره على الزج بنفس اللاعبين في مبارة برشلونة على رغم الخسارة امام بايرن، وخصوصا الظهير البرتغالي فابيو كوينتراو الذي قدم مستوى متذبذبا امام فيليب لام ورفاقه في ميونيخ. ويملك مورينيو الذي حرم بارين من اللقب عام 2010 بقيادته انتر ميلان الايطالي للفوز في النهائي على النادي البافاري بقيادة المدرب الهولندي لويس فان غال (2-صفر)، الاسلحة اللازمة لاراحة بعض عناصره، في ظل التواجد البرازيليين كاكا ومارسيلو والهداف الارجنتيني غونزالو هيغواين. ويخوض عدد من لاعبي الفريقين المباراة تحت خطر الغياب عن النهائي بحال نيل اي انذار على غرار تشابي الونسو وكوينتراو وهيغواين وسيرخيو راموس من ريال، بالاضافة الى سبعة لاعبين بايرن بينهم القائد لام وتوماس مولر الذي قد يحل بدلا من لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر الغائب معظم فترات الموسم بسبب الاصابة.