بسم الله الحمن الرحيم
ماذا يفعل أبناؤنا في الصيف؟
تتعدد أساليب قضاء فترة الإجازة الصيفية لدى طلاب المدارس، والجامعات، فكل شخص يقضي وقت الإجازة بالأسلوب الذي يراه مناسباً له، ويمكن تصنيف هؤلاء الطلاب كما يلي: الفئة الأولى لا ترغب في الجلوس في المنزل بدون عمل، بل تبحث عن أي عمل يشغلها، فقد يلتحق بعض الطلاب ممن هم في سن المرحلة الثانوية، أو من هم في المرحلة الجامعية ببعض الأعمال لدى بعض المؤسسات، أو المراكز لقضاء وقت الفراغ، واكتساب بعض الخبرات، والحصول على مقابل مالي في هذه الفترة، وهذه الفئة محدودة، وبعض الطلاب يقضي وقت الصيف من خلال المشاركة في فعاليات، وأنشطة الرحلات الطلابية، أو الأندية الصيفية التي تقدمها بعض الجهات المصرح لها، وقد يسافرون إلى مكة المكرمة للعمرة، وللمدينة المنورة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه، وتفضل البنات أكثر من الأولاد الالتحاق ببعض الدورات التدريبية في مختلف المجالات في إجازة الصيف.
أما الفئة الأخرى فهي التي تنظر إلى الإجازة الصيفية بأنها وقت للراحة، والاسترخاء سواء من خلال مرافقة الأسرة في رحلات التصييف، أو من خلال النوم جزءاً كبيراً من وقت النهار، والسهر ليلاً، والتجول في أرجاء المدينة حتى ساعات متأخرة من الليل، أو متابعة القنوات الفضائية، أو تصفح المواقع الإلكترونية المختلفة في الإنترنت، وهذه الفئة يجب التعامل معها بحيث لا تتصور أن الإجازة تعني أن ينقطع الفرد عن القيام ببعض الأنشطة المفيدة، ويجب ألا تقتصر الإجازة على النوم، والتنقل بين القنوات الفضائية ومتابعة ما يبث فيها، وقد يكون هذا هو حال، أو واقع بعض طلاب المرحلة الثانوية، أو الجامعية، ولنا أن نتساءل ما هو الحال عليه لدى من هو في مراحل دراسية غير التي سبق ذكرها؟
كثير من الأبناء ممن هم في سن الخامسة عشرة، أو أقل لا يهتم بالمجالات السابقة بدرجة عالية، أو الالتحاق ببعضها بل يعمد إلى السهر في الليل بين لعب الكرة في الشارع، وبين التجول في الشوارع، والتنقل من مطعم إلى آخر، ومن بوفية إلى أخرى، وقد يقضي بعضهم أوقات طويلة في مشاهدة التلفزيون، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، أو الدخول على مواقع الإنترنت، والبقاء في المنزل، ومزاولة هذه الأنشطة بمتابعة، ومراقبة الأب، أو الأم شيء مقبول، لكن الذي يحدث في كثير من الحالات أن الأسرة تنشغل عن هؤلاء الأبناء بحضور المناسبات، أو التسوق، أو غير ذلك من الأنشطة الأسرية، وتترك هؤلاء الأطفال يصولون، ويجولون في الشوارع في أوقات مختلفة من الليل، حتى إن بعض هؤلاء الأبناء يواصل السهر إلى اليوم التالي، و هذا ما لاحظته في أحد الأيام في حدود الساعة السابعة صباحا بالقرب من أحد المجمعات التجارية، حيث كان هناك طفلان ( 8 سنوات، و6 سنوات ) يتجولان بين هذه الأسواق ثم استقر بهم المكان في إحدى البوفيهات لتناول وجبة الإفطار، وقابلت أحدهم أمام سوق مركزي، وسألته عن موقع سكنه، فقال إنني ساكن في الحي المجاور، وسألته سؤالاً آخر عما إذا كان مواصلاً السهر من الليلة السابقة، فقال نعم، فكان السؤال الآخر أين بقية الأسرة؟ فذكر أنهم نائمون، فأوصيته أن يذهب إلى المنزل، ولا يخرج إلا بمعرفة ولي أمره، وأن يخرج في الأوقات المناسبة، وهنا دار في ذهني العديد من التساؤلات، أين دور الأسرة في التربية، والرعاية؟ كيف تستطيع الأسرة أن تنام وهؤلاء الأطفال في هذه السن خارج المنزل في أوقات متأخرة من الليل؟ لماذا يتناول هؤلاء الأطفال وجبة الإفطار خارج المنزل؟ هل تعرف هذه الأسرة بالتحديد ماذا يفعل أطفالها في هذه الفترة؟ وغير ذلك من الأسئلة، وهذا حال كثير منهم في الأيام
وهنا أقول للآباء، والأمهات إن الأبناء أمانة فلا نضيع هذه الأمانة، وفترة الإجازة لا بد من استغلالها في الراحة، والعمل الذي يعود بالنفع والفائدة على الفرد، والمجتمع، وأن تتم مراقبة الأبناء في هذا الوقت،وغيره من الأوقات، وحثهم على الاستغلال الأمثل لإجازة الصيف، كما أن السهر المتواصل ليلاً، والنوم نهاراً قد يكون له أضراراً صحية، ولا بد من متابعة الأبناء حتى في منامهم، وكذلك الأسرة مطالبة بمتابعة أبنائها داخل، أو خارج المنزل، وتوجيههم التوجيه السليم، ولا نترك لهم الحبل على الغارب في هذه السن، فقد يكون لذلك انعكاسات خطيرة على المجتمع عاجلاً، أو آجلاً.