إياب ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بين الهلال والاتحاد بالرياض غدا الخميس و بعد لقاء الذهاب 2 – 2 ..بالتأكيد سيجتر معه أخطاء الفريقين في المباراة الأولى ..و سيلتجئ المدربين إلى إقفال خانات الرعب ..و ترميم الجانب البشري لتفادي عدم الإختصاص في التموضعات والمراكز و أيضا لإستعمال فعال كحد أقصى للاعبين البدلاء لنجوم كثيرة غيبها التوقيف أو غيبتها الإصابات ..
ونجد في الهلال أن غياب أسامة هوساوي المستمر قد خلق إشكالية دفاعية خطيرة ..دفعت بالمدرب هاسيك إلى عدة بدائل منها الأرعن ومنها ترقيع الوضع والتكيف معه ..مثل الإعتماد على الزوري في متوسط الدفاع بدل حسن خيرات و مثل
الإعتماد على رجل محوري في الظهير الأيسر وهو سلمان الفرج ..
أيضا غياب ويلهامسون جعل هاسيك أن يوظف أحمد الفريدي في خانة الطرف الأيمن ولكن الفريدي كان يجنح دوما للعمق و الاقتراب من يوسف العرابي ..بل أصبح هو الذي ينادي على الكرات في العمق ..حتى أن سالم الدوسري كان يفعل نفس الشئ بل أنه سجل هدفه من العمق وتسلم كرته من العرابي ..و هنا لا أتحدث عمن يتحرك هنا ومن صاحب خانة معينة فالفريق واحد والهدف واحد ..ولكني أتحدث عن فوضى تكتيكية ..تعتمد أساسا على المهارات الفردية للاعبين وليس على نهج لعب يفرض انضباطا ونجاعة و تهديدا مستمرا له قيمته الفنية ..
الاتحاد يعاني أكثر على مستوى الغيابات ..ولعل غياب الفنان المبدع محمد نوروحده يساوي غياب نجاعة فريق بأكمله ..سواء على مستوى ذكاء صناعة اللعب أو على مستوى التهديف أيضا .. فما بالك بغيابات أخرى كرضا تكر و دينامو الوسط أبو سبعان ثم الظهير الأيمن المتميز إبراهيم هزازي ..و ربما صخرة الدفاع أسامة المولد الذي مازالت مشاركته غير مؤكدة ..
و حتى أن البدلاء لهم قيمته الفردية و الجماعية مثل هتان باهبري و أحمد عسيري و معن الخضري فستظل غيابات الاتحاد وازنة ..و لا أعرف أسباب عدم اعتماد المدرب كانيدا على المهاجم فابريس اندوما و هو محترف ودوما يجلس على دكة البدلاء رغم طوله الفارع و قدرته على إنزال الكرات لنايف هزازي و لكن يبدو أن قناعة كانيدا ترتكز على اللعب بقلب هجوم واحد و وحيد ..
و عندما نجد أن الحقيقة الرقمية تؤكد أن لا شئ حسم و أن التأهل مازال في الملعب و بين مفكرة المدربين و بين أقدام و روح و انضباطية اللاعبين ..فإن أية مغامرة غير محسوبة للهلال خصوصا و إتكاله على اللعب بفرصتي التعادل 0-0 أو الفوز ستقوده حتما لأن يصعب المباراة على نفسه ..و إذا كانت الحكمة تقول أن العقل زينة فواجب الهلال اللعب بحذر تكتيكي قد يقيه أية مفاجآت ..و أعتقد أن التشكيلة المتاحة للأزرق على الأقل في الشوط الأول هي كالتالي ..
في المرمى حسن العتيبي ..
في الدفاع سلطان البيشي في الظهير الأيمن
و عبد الله الزوري في الظهير الأيسر ..
في متوسط الدفاع ماجد المرشدي و حسن خيرات ..وهذه هي التموضعات الحقيقية للاعبين .
في خط الوسط لابد من الإعتماد على ثلاثة محاور أو على ثلاثة من رجال وسط الميدان الدفاعي وهم سلمان الفرج و عبد اللطيف الغنام و عادل هرماش ..ولعل هذا التكثل بالإضافة إلى أنه سيحمي الخط الدفاعي الخلفي و سيقويه هناك مجال لتحول أحدهم أو أكثر لمساعدة الهجوم أثناء امتلاك الكرة و أثناء التدفق أو محاولة البريسينغ و سلمان الفرج وعادل هرماش قادران على ذلك لأن لهما اجتهادات هجومية فعالة في أكثر من مناسبة.
في الوسط الهجومي فإن الفريدي لو انضبط تكتيكيا سيتألق فيه مع وجود مهاجم متحرك من الأطراف اليمين أو اليسار هو ويلهامسون من أجل تحوله إلى جناح لاتيني يتسرب حتى عصا الزاوية ويرفع ..ثم يوجد قلب الهجوم الهداف يوسف العرابي ..وهو ذكي في اللعب بالكرة ومن دون كرة ..و يتمتع بجماعية رائعة و غير أناني و يمد زملاءه بالتمريرات الحاسمة .
و قلت أنه التشكيل المتاح للهلال ..و أدخلت في الاعتبار نقص الدفاع ..و أيضا أن اللقاء هو مع سبق الإصرار والترصد لقاء كؤوس ..و أنه كلاسيكو تاريخي و بالتأكيد يخضع لكل الإحتمالات و لكل التوقعات.